كتب لفته عبد النبي الخزرجي / العراق – بابل
تميزت الفترة التاريخية الممتدة من بداية القرن الثامن الى بداية القرن العشرين ، انها كانت فترة نهوض ادبي وقد شاعت في تلك الفترة ، كتابة القصة او الرواية ، وهي تمثل ارهاصات ومشاعر الشرقيين وتطور النظرة الثقافية للاعمال الادبية ، مما يعد نهوضا واضحا في حقل المعرفة والادب ، وفي الوقت نفسه برزت على الساحة العربية اعلام في كتابة القصة القصيرة والرواية كما نشطت الترجمة من اللغات الاجنبية وخاصة الانكليزية والفرنسية .
كما ان المجلات التي كانت تصدر آنذاك كان لها دور بارز في نشر الكثير من تلك الابداعات القصصية ، حيث برز عدد من الكتاب امثال “سليم البستاني وجرجي زيدان ، وسليم شحاته ، ونخلة قلقاط ” .
وعلى صعيد آخر كان هناك من يكتب الرواية امثال بشير الحلبي ومحمد خضر ، وطانيوس عبدة وابراهيم رمزي وغيرهم .
اما المجلات التي تولت نشر نتاجات الادباء و والترويج لها فهي مجلة الهلال والمقتطف . كما ان الترجمة لعبت دورا باروا في تطور لغة الكتابة الروائية والقصصية وحتى الشعرية .
وقد كان حافظ ابراهيم في ” ليالي سطيح ” والمويلحي في ” حديث عيسى بن هشام ” ومحمد جمعة في ” ليالي الروح الحائر ” ، تلك الاعمال كانت بداية النهضة الادبية وهي تعبير عن خلجات تعتمل في صدور اولئك الرجال الافذاذ وهم يقتحمون عالم الادب والمعرفة ليوصلوا لابناء جلدتهم ما تفيض به قرائحهم من قصص وروايات ، تمثل احلاما رومانسية ، و علامات ثقافية ، في طريق التواصل مع الثقافة والحضارة والادب في العالم وخاصة في اوربا .
وقد كانت بيروت تتقدم الصفوف في هذه النهضة وتبعتها مصر ثم العراق .
وقد كانت اول الروايات من اللبناني ” سليم البستاني ” ثم من مصر، محمد حسين هيكل الذي كتب ” رواية زينب ” . وهكذا وجدت القصة والرواية طريقهما للتطور والصيرورة الادبية الناضجة ، فشهدنا كتابا كبارا في هذا اللون الادبي امثال ( محمود تيمور ، توفيق الحكيم ، توفيق عواد ،محمود احمد السيد ، نجيب محفوظ ، نوري جعفر ، طه حسين ، ابراهيم المازني ، وغيرهم ) .